مجلة أمريكية: قيس سعيد ورط بلاده في النزاع الإقليمي مع المغرب
نشرت مجلة The National Interest الأمريكية، الأسبوع الماضي، مقالا تحليليا أبرزت فيه كاتبته سابينا هينبرغ، الخلافات والصراعات التي نشبت بين المغرب والجزائر وتونس بسبب قضية الصحراء المغربية، تحدثت فيه عن توريط الرئيس قيس سعيد في هذا النزاع الإقليمي رغم أن بلاده ظلت عبر عقود من الزمن تلتزم الحياد الإيجابي، متسائلة عما إذا كانت هذه القضية ستؤدي إلى تمزيق المغرب العربي.
وتطرقت صاحبة المقال وهي بالمناسبة عضوة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المهتمة بشؤون شمال إفريقيا، إلى الأسباب التي ورّطت على الخصوص تونس في الصراع القائم بين المغرب والجزائر منذ مدة بخصوص الصحراء المغربية، خصوصا وأن تونس ظلت خلال العقود الماضية محافظة على حيادها الإيجابي في هذا الملف.
وتناول المقال في بدايته الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مؤخرا بين المغرب وتونس، بعد الخطوة الاستفزازية التي أقدم عليها الرئيس المنقلب على الدستور، قيس سعيد، بعد دعوة زعيم عصابة ”البوليساريو” الانفصالية للمشاركة في قمة “تيكاد 8” التي احضنتها تونس شهر غشت الماضي، واستقباله استقبالا رسميا، الشيء الذي رفضته الرباط واستدعت سفيرها من تونس في خطوة احتجاجية على ما أقدم عليه قيس سعيد، قبل أن تقوم تونس أيضا باستدعاء سفيرها من الرباط، لتبدأ فصول أزمة دبلوماسية لم تنته إلى حدود الساعة.
وعرجت كاتبة المقال على الظروف التي دفعت تونس لتوريط نفسها في الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، معتبرة أن هذه الظروف والسياقات تبقى من الأسباب المحتملة بقوة التي دفعت بالرئيس التونسي للقيام بخطوة مثيرة، تمثلت في استقباله لزعيم العصابة الانفصالية، خاصة أن وقت حدوث ذلك يتزامن مع مرور تونس من أزمات عديدة، إضافة إلى أنه يتزامن مع مساع جزائرية للعودة لشغل منصب قوي على الصعيد الإفريقي بعدما نجح المغرب في التوسع بشكل كبير في القارة السمراء.
وقالت سابينا هينبرغ، إن الخطوة التي أقدمت عليها تونس قيس سعيد، تأتي في وقت يواجه هذا الرئيس تحديات عديدة، أبرزها المشاكل الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد ناهيك على المشاكل السياسية التي حشر فيها البلاد، مشيرة إلى أن الازمات الاقتصادية تضاعفت في تونس بعدما تعرض قطاع السياحة في البلاد لضربات قوية بسبب وباء كورونا المستجد، إضافة إلى أزمة الديون المتصاعدة، وهو ما أجبر حكومة قيس سعيد إلى رفع أسعار الغذاء والوقود والكهرباء.
وأضافت، أن تونس أصبحت في حاجة ماسة إلى المزيد من الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي النقطة التي استغلها النظام الجزائري وفق المقال، حيث تزود الجزائر تونس بحوالي ثلثي الغاز الطبيعي الذي تحتاجه البلاد، وهو ضروري لتونس لتوليد الطاقة، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في تونس دفعها أيضا إلى زيادة وارداتها من الكهرباء الجزائري خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشارت ذات الكاتبة إلى أن هذه الأسباب والظروف التي تتزامن معها، مثل وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، ساهمت في دفع تونس إلى الابتعاد عن حيادها الإيجابي منذ عقود، وهو ما استغله النظام الجزائري لصالحه.
هذا، واستبعدت صاحبة المقال حدوث نزاع مسلح في المنطقة بالرغم من الخلافات وسباق التسلح بين المغرب والجزائر، خاصة في ظل رغبة الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة بايدن في خلق التوازن في المنطقة، عن طريق دعم مجهودات الأمم المتحدة لإيجاد حل للصحراء المغربية لكن دون التراجع عن اعترافها بسيادة المغرب عليها.