الدار البيضاء .. حملة “بحر بلا بلاستيك” تحط الرحال بشاطئ مدام شوال
نظمت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أمس الخميس بشاطئ مدام شوال بالدار البيضاء، سلسلة من الورشات تتعلق بموضوع حماية البيئة، تندرج في إطار الدورة الرابعة لحملتها التحسيسية “بحر بلا بلاستيك”.
وتندرج هذه الحملة التحسيسية، التي أطلقتها المؤسسة التي تترأسها الأميرة للا حسناء، في إطار الدورة الرابعة من عملية “بحر بلا بلاستيك” لفصل الصيف 2023، المستمرة إلى غاية 15 شتنبر المقبل.
وتشمل هذه العملية البيئية، المنظمة بالشراكة مع مرسى المغرب وجمعية أصدقاء البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة، سلسلة من الأنشطة التوعوية والورشات الموضوعاتية المتعلقة بحماية الساحل والبيئة البحرية، والتي نظمت لفائدة أطفال جمعية تربوية الذين استفادوا من دورات تكوينية نظرية وتطبيقية في مجالات الغوص والسباحة.
وشارك الغواصون المنتسبون لجمعية أصدقاء البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة، في هذا النشاط وذلك بهدف تنظيف البحر من النفايات والمواد البلاستيكية، والتي سيتم إعادة تدويرها في إطار ورشات واستخدامها في إصلاح شباك الصيد.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، قالت المكلفة بالرقمنة بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة خديجة شهيدي، إن حملة التحسيس لهذه السنة ركزت على ورشات حول التنوع البيولوجي البحري وإعادة التدوير.
وأكدت أن تطبيق “أنا بونظيف”، الذي يهدف إلى تشجيع المواطنين على اتخاذ المبادرة من أجل المحافظة على البيئة، هو اليوم في حلة جديدة من أجل توفير منصة تحسيسية تواكب التطورات التي يعرفها المجال الرقمي.
من جانبه، أكد إسماعيل بن عمر رئيس الجمعية، أن هذه الأنشطة التي تقوم بها الجمعية تندرج في إطار الحملة التحسيسية التي تروم توعية أطفال من أجل حماية البيئة.
وأوضح أنه خلال الورشات، التي تنظم لفائدة الأطفال، يقوم المؤطرون بتحسيس الناشئة بمخاطر البلاستيك الضارة على الشاطئ وكذلك البحر، مبرزا أن الغواصين المنضوين تحت لواء الجمعية تتجلى مهمتهم في تنظيف البحر من جميع النفايات التي يخلفها المصطافون وزوار الشاطئ.
من جهة أخرى، أعربت الشابة فاطمة زهرة بنعبابو، مشاركة في الحملة التحسيسية، عن سعادتها لمساهمتها في مثل هذه العملية النبيلة مما سمح لها بمعرفة المزيد عن حماية البيئة.
من جانبه، عبر آدم مجوي عن ارتياحه لهذه العملية، منوها، في الوقت ذاته، بأهمية هذه الحملة من أجل جعل شواطئ المملكة الأجمل على المستوى الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحملة التحسيسية حول تلوث المحيطات “بحربلابلاستيك ” التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تندرج في إطار الموسم ال24 من برنامج شواطئ نظيفة، البرنامج الرئيسي للمؤسسة والذي يشمل هذه السنة 109 شاطئا، 27 منها تحمل اللواء الأزرق.
ولتوفير فضاء نظيف ومجهز وآمن وحيوي للمصطافين، تتم مواكبة هذه الشواطئ من لدن المؤسسة والمديرية العامة للجماعات الترابية والمؤسسة. وبالنسبة ل 67 منها، تستفيد من مساهمة ومواكبة 26 شريكا اقتصاديا يوفرون موارد مادية وبشرية إضافية.
فمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، الملتزمة بشدة بحماية البحار والمحيطات، انضمت إلى عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، والذي يتمثل أول تحدياته في فهم التلوث البحري ومكافحته.
وس جلت عملية “بحربلابلاستيك” كنشاط من أنشطة هذا العقد، كما حصلت على جائزة الممارسات الفضلى بشواطئ اللواء الأزرق في العالم.
ولإرساء هذه العملية الطموحة، نظمت المؤسسة في 18 ماي 2023 ورشة شارك فيها جميع شركائها والجماعات الساحلية.
وللوصول بشكل أفضل إلى الشباب، الفئة التي تحظى بالأولوية، تستعمل عملية “بحربلابلاستيك” القنوات الرقمية بشكل كبير، باستخدام شبكات التواصل الاجتماعية: فايسبوك وانتستغرام وتطبيق أنابونظيف الخاص بها.
علاوة على عملية ” بحربلابلاستيك”، وهي عملية رئيسية للتوعية والتحسيس ببرنامج الشواطئ النظيفة، تعمل المؤسسة والجماعات والشركاء الاقتصاديون والوزارات المعنية، على غرار ال 24 سنة الماضية، على تمكين المغاربة من الاستمتاع بالبحر والمحيط في فضاءات نظيفة ومجهزة،مراقبة، وآمنة وحيوية.
ومنذ بداية السنة، ضاعفت المؤسسة من أنشطتها في مجال التحسيس والتوعية، ولا سيما لدى الشباب.. وهكذا قامت من خلال ذراعها الأكاديمي: مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، بتحسيس أطفال برامج المدارس الإيكولوجية والصحافيين الشباب من أجل البيئة في يوم البيئة العالمي (5 يونيو)، واليوم العالمي للمحيطات (8 يونيو)، والمعرض الدولي للكتاب والنشر.
كما قامت بتحسيس فئات مختلفة وأوسع من خلال تنظيم 3 مؤتمرات دولية في أوائل يونيو (حلول للتلوث البلاستيكي، والمد والجزر البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط، وخارطة طريق إفريقية لعقد المحيطات).
وتتعبأ المؤسسة وشركاؤها الاقتصاديون من خلال عملية ” بحربلابلاستيك” للتقليل من التلوث البلاستيكي في الشواطئ، وهي مشكلة عالمية ملحة، حيث أصبح التلوث البلاستيكي خطيرا للغاية لدرجة أن 157 دولة تعمل حاليا على سن معاهدة دولية بحلول سنة 2024 ستكون ملزمة قانونيا بشكل استثنائي.