الطيب حمضي يكشف طريقة تجنب ثلثي الوفيات الناتجة عن داء السرطان
أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه من الممكن تجنب ثلثي الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان عن طريق الوقاية والكشف المبكر.
وأوضح حمضي في مقال بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمكافحة السرطان (4 فبراير) مؤخرا، أنه “يمكن تجنب أكثر من ثلث حالات السرطان، وعلاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب ومعالجته بشكل جيد”.
وأبرز أنه في المغرب، يتم كل يوم تشخيص حوالي 140 حالة إصابة بالسرطان، أي أكثر من خمسين ألف حالة سرطان جديدة كل عام، مضيفا أن أكثر السرطانات شيوعا هي سرطان الرئة والقولون والمثانة عند الرجال، وسرطانات الثدي والغدة الدرقية وعنق الرحم والقولون والمبايض عند النساء.
كما أشار حمضي إلى أن السرطان يعد ثاني سبب رئيسي للوفاة في المغرب بعد أمراض القلب والشرايين، مذكرا بأنه في عام 2000 احتل السرطان المركز السابع بين الأمراض في المغرب، قبل أن ينتقل سنة 2016 إلى المركز الرابع.
وأوضح أن هذا الارتفاع في الأرقام لا يرجع فقط إلى النمو الديمغرافي، ولكن هناك أسباب أخرى وراءه، وتتمثل بشكل أساسي في سهولة الوصول المتزايد إلى فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه منذ اعتماد الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، وكذا شيخوخة السكان، وزيادة الوزن، ونمط الحياة من نظام غير متوازن وبقدر غير كافي من الفواكه والخضروات، إضافة إلى تعاطي التبغ والكحول، وكذلك بعض الأمراض المعدية..
وتوقف الباحث في السياسات والنظم الصحية في هذا الصدد، عند نتائج مسح أجري سنة 2017 أظهر أن 11,7 بالمائة من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مدخنون، و21,1 بالمائة لديهم مستوى غير كاف من النشاط البدني، و53 بالمائة يعانون من زيادة الوزن، و20 بالمائة يعانون من السمنة.
وأوضح أن السرطان عادة ما ينتج عن تفاعل بين العوامل الوراثية والغذائية والسلوكية والبيئية، حيث تسبب خمسة عوامل سلوكية وغذائية بشرية ثلث وفيات السرطان، وهي زيادة الوزن، وضعف استهلاك الفواكه والخضروات، وقلة ممارسة الرياضة، والتدخين، والكحول، مضيفا أن تلوث الهواء في المناطق الحضرية والدخان الضار داخل المنزل وبعض أنواع العدوى الفيروسية تعد من عوامل الخطر أيضا.
وخلص الطيب حمضي إلى أن السرطان يعد مشكلة صحية صعبة، لكن من الممكن تجنبها إلى حد كبير من خلال اتباع أسلوب حياة صحي، إضافة إلى الفحص المنتظم لبعض أنواع السرطان والتشخيص المبكر والرعاية المناسبة من أجل إنقاذ آلاف الأرواح وتجنب التأثير الاجتماعي والاقتصادي الكبير المرتبط بالسرطان.
ومع