ارتفاع ملحوظ في نسبة الإقبال على التكوين المهني بمعدل طلب بلغ 435 في المئة
أفادت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى طريشة، الخميس بمدينة المهن والكفاءات بتامسنا، بأن نسبة الإقبال على التكوين المهني عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال هذا الموسم، حيث بلغ معدل الطلب 435 في المئة على الصعيد الوطني.
وأوضحت السيدة طريشة، في ندوة صحفية بمناسبة الدخول التكويني 2023-2024، أن هذا الارتفاع يهم مختلف المستويات التكوينية، مما يعكس جاذبية المسار المهني لدى الشباب، مسجلة أن الأمر يتعلق بأزيد من 4 طلبات لكل مقعد بيداغوجي، وأكثر من 7 طلبات لكل مقعد بيداغوجي بالنسبة لمستوى التقني المتخصص.
وأضافت أن أعلى الطلبات سجلت بالمؤسسات التكوينية الجديدة لقطاع الصحة، حيث وصلت إلى 130 طلبا لكل مقعد بيداغوجي للمستوى التقني المتخصص، وأكثر من 70 طلبا لكل مقعد بيداغوجي بالمؤسسات التي توفر تكوينات في المجالات الرقمية والذكاء الاصطناعي والفندقة والسياحة والتسيير والتجارة.
وقالت إن المؤسسات التكوينية التابعة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل شرعت في استقبال المتدربين الشباب بطاقة استيعابية تصل إلى 410 آلاف مقعد بيداغوجي، من ضمنها 262 ألف مقعد مخصص لمتدربي السنة الأولى.
وستعرف هذه السنة التكوينية 2023-2024 ، حسب السيدة طريشة، تعزيز الجهاز التكويني للمكتب عبر افتتاح 13 مؤسسة تكوينية جديدة بـ 6 جهات بالمملكة بعرض تكويني يهم قطاعات مهنية مختلفة.
وفي ما يتعلق بالعرض التكويني، أبرزت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل أن هذا العرض يتماشى مع حاجيات المقاولات، مشيرة إلى أن 74 في المئة من العرض التكويني لهذه السنة يضم شعبا جديدة وأخرى تمت إعادة هيكلتها، وأن 68 في المئة من مجموع المتدربين سيتابعون تكوينهم وفق هذا العرض الجديد.
وبحسب عرض تم تقديمه بالمناسبة، فإن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل سيعمل برسم هذه السنة التكوينية على تعميم برنامجي التميز Vet by EHL وبرنامج الابتكار المقاولاتي ليتم اعتمادها بمؤسسات جديدة بالمملكة، حيث سيتم توسيع اعتماد برنامج الابتكار المقاولاتي PIE الذي تم تطويره بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والذي يهدف إلى تعزيز وتطوير الحس المقاولاتي لدى المتدربين الشباب وتمكينهم من الكفاءات الأساسية في مجال ريادة الأعمال، ليشمل جهة الدار البيضاء- سطات، بالإضافة إلى 6 جهات أخرى عرفت إطلاق هذا البرنامج خلال السنتين الماضيتين.
وفي ما يخص برنامج التميز Vet by EHL، الخاص بقطاع السياحة، وبعد النجاح الكبير الذي شهده منذ اعتماده بمركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة العنق بالدار البيضاء، ومركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة كيش الوداية بتمارة الرباط، في السنة التكوينية 2022-2021، من المنتظر أن يتم اعتماده على مستوى مدن المهن والكفاءات بكل من جهات سوس – ماسة والشرق والرباط – سلا – القنيطرة وطنجة – تطوان – الحسيمة، بالإضافة إلى المعهد المتخصص للفندقة والسياحة بالداخلة.
وبحسب المصدر ذاته، يقدم هذا البرنامج المتميز، الذي يستند إلى الإطار المرجعي السويسري للكفاءات المهنية في قطاع السياحة والفندقة والمطعمة، تكوينا متميزا في ثلاثة مستويات، ويشمل فن الطبخ، وخدمات الأطعمة والمشروبات، والإقامة، والإدارة الفندقية، ويتم تتويجه بشهادات مهنية مزدوجة مقدمة من طرف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بشراكة مع مدرسة لوزان الفندقية.
في السياق نفسه، سيواصل المكتب اعتماد برنامج التميز الصيني في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود (ورشة لوبان)، الذي تم إطلاقه في دجنبر 2021، بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الحي الحسني بالدار البيضاء، بالتعاون مع كلية تيانجين للتجارة. وفي سنة 2023، سيتم إطلاق دورات تكوينية باللغة الصينية، مما سيساهم في تطوير كفاءات المتدربين الشباب.
ووعيا منه بأن الحصول على فرص أكبر للنجاح والتميز يعتمد بالأساس على معرفة جيدة بالذات وبميولاتها وتطلعاتها، اعتمد مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، في إطار المشروع 05 لخارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني، نظاما جديدا للتوجيه يتسم بالشمولية والترابط، ويتيح مواكبة فعالة بهدف الاستجابة لتطلعات الشباب في جميع المراحل، بدءا بمرحلة ما قبل الترشيح، مرورا بالمترشح والمتدرب، ثم وصولا إلى مرحلة التخرج.
وفي هذا السياق، تم إنشاء منصة التوجيه الجديدة « MY WAY » لتمكين الشباب من اختيار تكوين ومسار مهني يتناسب مع اهتماماتهم. وسيشرع المكتب في اعتماد 42 مركزا للتوجيه المهني على الصعيد الوطني برسم هذه السنة التكوينية، من أجل توفير مواكبة ملائمة للشباب المترشحين والمتدربين وأيضا الخريجين، من خلال تقديم المعلومات المناسبة وضمان توجيه مناسب، فضلا عن مساعدتهم على بناء وتجسيد مشاريعهم المهنية على أرض الواقع، وتوفير مجموعة من الأنشطة التي ستسهل عملية اندماجهم المهني.
وبالإضافة إلى مراكز التوجيه المهني، سيتم تزويد أول دفعة من مؤسسات التكوين المهني بفضاءات مشتركة مخصصة للمتدربين (فضاءات العمل المشترك، مكتبات وسائطية، حاضنات…). بهدف تعزيز اندماج المتدربين وتطوير حس المبادرة والإبداع لديهم.
وفي إطار المشروع الأول لخارطة الطريق لتطوير التكوين المهني، الذي يتعلق بالتأهيل المدمج لنظام التكوين، سيواصل مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، برسم السنة التكوينية 2023/2024، جهوده لمواكبة مؤسسات التكوين التابعة له من أجل تحقيق التميز، وذلك وفقا لمعايير الجودة الجديدة والنموذج البيداغوجي الجديد الذي تم اعتماده.
وستتم في هذا الصدد، مواكبة 50 في المئة من المؤسسات التكوينية المعنية ببرنامج التميز العملياتي، أي أكثر من 160 مؤسسة تكوينية مهنية لتصبح مطابقة لمعايير الجودة الجديدة، بفضل خطة تشمل عدة محاور تهم تأهيل أو تجديد المباني، وتحديث التجهيزات التقنية والبيداغوجية وتوظيف مكونين جدد وتطبيق قواعد الصحة والسلامة والبيئة، بالإضافة إلى تقييم كفاءة المكونين وتعزيز وتحسين عمليات التسيير.
وبالإضافة إلى ذلك، ستتم مواكبة حوالي عشرين مؤسسة نحو التميز، من بين المؤسسات المطابقة، من خلال تنزيل مشاريع مبتكرة، مثل العرض التكويني الجديد، وإنشاء الفضاءات المشتركة (مراكز التوجيه المهني، مراكز اللغات والكفاءات الذاتية …)، بالإضافة إلى اعتماد نهج بيئي (النجاعة الطاقية ودمج الطاقات المتجددة وحملات التوعية بالتصرفات البيئية، …)، والتصديق على كفاءات المكونين، والشراكات مع المهنيين، ومتابعة إدماج المتدربين في سوق الشغل وإجراء دراسات لقياس رضا المتدربين.
ومن أجل مواكبة هذه الدينامية، سيتم إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للتقييم الذاتي للمؤسسات التكوينية من أجل استعراض المعطيات الراهنة، بناء على مرجع تقييم المؤسسات التكوينية بهدف وضع وتنفيذ خطط التحسين المستمر، فضلا عن اعتماد أدوات جديدة للتميز العملياتي في مؤسسات التكوين المهني (مثل نهج S5 وتقنيات حل المشكلات)، بفضل برنامج تكويني ومرافقة لمديري المؤسسات التكوينية.
ومع