“la casa de papel “.. عندما يخضع النجاح لإرضاء الجمهور

بعد جزئيه الأول والثاني، برز مسلسل “بيت من ورق” (La Casa de Papel) سريعا بوصفه واحدا من أكثر المسلسلات جماهيرية، وجاء الجزء الثالث ليؤكد ذلك، إذ احتل المسلسل المركز الثالث ضمن أكثر المسلسلات مشاهدة على منصة نتفليكس خلال عام 2019، كما احتل المركز الأول في نسبة المشاهدة بالنسبة للأعمال غير الناطقة بالإنجليزية.

منذ نهاية الجزء الثالث والمشاهدون يترقبون بشوق الجزء الرابع، وكعادة المسلسل في أجزائه السابقة، فإنه يقدم لنا الكثير من مشاهد الفلاش باك (استرجاع المشاهد السابقة) التي يعرض فيها توقعات البروفيسور للأحداث الصعبة وكيفية حلها، يأتي هذا غالبا من خلال مشاهد اجتماع البروفيسور مع أفراد العصابة.

منذ جزئه الأول والمسلسل يضع الكثير من المبالغات التي يحاول تبريرها داخل الأحداث، ومع ارتباط المشاهد بالفكرة الجذابة والشخصيات المختلفة، فإنه يتجاوز عن الكثير من هذه المبالغات، بل يستمتع بالبعض منها أيضا كجزء أصيل من الحالة العامة التي يقدمها المسلسل.

كان صناع المسلسل يعتمدون على النهاية المبهرة لتكون أقوى ما في الجزء الرابع، لتحمس المشاهدين لمتابعة جزء جديد لاحق، لكن مع تخطي النهاية سقف أي منطق مقبول، ولو حتى داخل إطار المسلسل، فإنها كانت العامل الأضعف في الجزء الرابع، بل تركت الكثير من علامات الاستفهام حول منطقية الأحداث، أكثر مما تركته من صيحات الإعجاب.

حتى الآن لم تظهر أنباء مؤكدة عن جزء خامس، وإن كان مؤكدا أنه سيظهر إلى النور، دون تأكيد لموعد تصويره في ظل تفشي فيروس الكورونا. لكن ربما حان الأوان لتفكير صناع المسلسل في حتمية التوقف عن صناعة المزيد من الأجزاء، إذ يبدو أن الأمر تحول إلى كيفية إرضاء المشاهدين بمشاهد لشخصيات غير مؤثرة، وصناعة المزيد من التعقيدات التي تستلزم حلولا لا تخضع للمنطق بأي شكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى